محمد أوجب الله - سبحانه و تعالى - على المؤمنين طاعته و الاقتداء بهديه و اتباع سنته و توقيره و محبته فوق محبة الآباء و الأبناء و الأزواج و العشيرة و التجارة و الأموال ، و أوعد من تخلف عن تحقيق ذلك بالعقاب ، فقال - سبحانه و تعالى - : ( قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره و الله لا يهدى القوم الفاسقين ) . كان محمد ( صلى الله عليه و سلم ) أحسن الناس خلقاً و أدباً ، و أكرمهم و أتقاهم و أنقاهم معاملة ؛ قال عنه ربه - عز و جل - مادحاً و واصفاً خلقه الكريم ( صلى الله عليه و سلم ) : ( و إنك لعلى خلق عظيم ) . عن أنس ( رضى الله عنه ) قال : ( كان النبى ( صلى الله عليه و سلم ) أحسن الناس خلقاً ) . و عن صفية بنت حيى ( رضى الله عنها ) قالت : ( ما رأيت احسن خلقاً من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) . عن عائشة لما سئُلت عن خلق النبى ( صلى الله عليه و سلم ) ، قالت : ( كان خلقه القرآن ) . عن عطاء ( رضى الله عنه ) قال : قلت لعبد الله بن عمرو : أخبرنى عن صفة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فى التوراة ، قال : أجل و الله ، إنه لموصوف فى التوراة بصفته فى القرآن : ( يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهداً و مبشراً و نذيراً و حرزاص للأميين ، أنت عبدى و رسولى ، سميتك المتوكل ، لا فظ و لا غليظ و لا صخاب فى الأسواق ، و لا يدفع بالسيئة السيئة ، و لكن يعفو و يغفر ، و لن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا لا غله إلا الله ، و يفتح بها أعيناً عمياً ، و آذاناً صماً ، و قلوباً غلفاً ) . لقد كان النبى ( صلى الله عليه و سلم ) من أكمل الناس شرفاً ، و ألطفهم طبعاً ، و أعدلهم مزاجاً ، و أسمحهم صلة ن و أنداهم يداً ؛ لأنه مستغن عن الفانيات بالباقيات الصالحات . محمد ( صلى الله عليه و سلم ) : هو خاتم المرسلين ، و هو سيد الأولين و الآخرين .. قال ( صلى الله عليه و سلم ) : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة و لا فخر ) . محمد ( صلى الله عليه و سلم ) : هو نبى الرحمة ، قال تعالى : ( و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) . محمد ( صلى الله عليه و سلم ) أرسل للناس كافة ، قال تعالى : ( إن هو إلا ذكرى للعالمين ) ، و قال تعالى : ( قل يا أيها الناس إنى رسول الله غليكم جميعاً ) . محد هو صاحب الشفاعة العظمى : فى حديث أبى هريرة ( رضى الله عنه ) : ( فيأتون فيقولون : يا محمد ن انت رسول الله و خاتم الأنبياء ن و قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ن ألا ترى إلى ما نحن فيه ، فأنطلق فآتى العرش ، فأقع ساجداً لربى - عز و جل - ، ثم يفتح الله على من محامده و حسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلى ن ثم يقال : يا محمد ، ارفع رأسك ، سل تعطى ، و اشفع تُشفع ) .
محمد ( صلى الله عليه و سلم ) : هو صاحب المقام المحمود ، قال تعالى : ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محموداً ) . محمد ( صلى الله عليه و سلم ) : هو صاحب لواء الحمد يوم القيامة : قال ( صلى الله عليه و سلم ) : ( و بيدى لواء الحمد و لا فخر ) . محمد ( صلى الله عليه و سلم ) : هو أول من تفتح له أبواب الجنة : عن أنس بن مالك ( رضى الله عنه ) قال : قال رسول الله عليه ( صلى الله عليه و سلم ) : ( آتى باب الجنة يوم القيامة ، فأستفتح فيقول الخازن : من أنت ؟ قال : فأقول : محمد ، قال : يقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد فبلك ) . محمد ( صلى الله عليه و سلم ) : أخبره ربه بأنه غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ، قال الله تعالى : ( إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر و يتم نعمته عليك و يهديك صراطاً مستقيماً ) . محمد ( صلى الله عليه و سلم ) : كان من أعبد الناس : عن عبد الله بن الشخير ( رضى الله عنه ) قال : ( أتيت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) و هو يصلى و لجوفه أزيز ٌ كأزيز المرجل من البكاء ) . ( كأزيز المرجل : أى كصوت غليان الماء فى القدر ) .