محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم أبو عبد الله اللواتى الطنجى .
ولد فى مدينة طنجة عام 5703 / 1304 م . و بها حفظ القرآن الكريم و درس علوم اللغة ، و كان مرشحاً ليصبح قاضياً لكن صغر سنه منعه من ذلك فقرر أولاً أن يحج إلى بيت الله الحرام ، ومن هنا بدأ عشقه للرحلات فكانت رحلته الأولى و ما إن عاد إلى بلده حتى أحن للسفر مرة أخرى و وصل عدد رحلاته إلى 3 رحلات طويلة ، و عند وصوله إلى الإسكندرية راقب أبواب المدينة و منارتها الشهيرة ، و عمود السوارى ، و أعجب بثقافة أهلها ، و علمائها و فقهائها ، و سمع كثيراً من الحكايات و على الطريق زار أبيار و دمياط و أشمون و سمنود حتى وصل إلى الأهرامات و النيل فتوقف هناك افترة طويلة قبل أن يصل إلى القاهرة ليرافق الحجاج الآتين من أفريقية . وصل إلى عيذاب .. لكن هناك وجد ( الحدربى ) سلطان البجاة فى حرب مع المماليك ، و قد أحرق المراكب فلم يتيسر له اجتياز البحر الأحمر ثم مر بالقاهرة من جديد و قرر التوجه إلى الحج عن طريق الشام و مر بصحراء سيناء و نزل فى غزة و منها إلى الخليل ، فالقدس ، فرأى هناك المسجد الأقصى ، و المدن التى حول القدس . و فى الشام شاهد الجامع الأموى و تعرف على قضاتها المشهورين و من هناك رافق حجاج الشام إلى بيت الله الحرام ، و كانت حجته الأولى و تابع مسيرته حتى وصل إلى العراق و شاهد مدنها و تعرف ناسها و من ثم وصل إلى الأناضول ثم قرر العودة إلى مكة ، و كانت حجته الثانية و تابع سيره إلى اليمن و زار بعد ذلك البحرين و الأحساء و فى طريقه إلى الهند مر بخوارزم و خراسان و تركستان و أفغانستان ، و فى بلاد الهند تعرف عوالم مختلفة و أشخاصاً مختلفين بعاداتهم الاجتماعية و بتقاليدهم عنا ، و بقى فى الهند ثمانى سنوات كان فيها مستشاراً للملك دلهى . و فى طريق عودته قرر أن يمر بالصين و جزر المالديف و بعض جزر الهند الشرقية قبل أن يصل إلى طنجة . و لم يعتاد الجلوس فبدأ برحلتين قصيرتين الأولى ذهب فيها إلى السودان ثم سجسماسة ثم تغازا و مالى و زاغرى و كارسخو و تمبكتو و تكدا و هكار . أما الرحلة الثانية فذهب إلى الأندلس و شاهد ما قام به العرب فى تلك المناطق من إنجازات حضارية و أقام فترة قصيرة ثم عاد إلى طنجة و لم يغادرها أبداً . و فى المغرب راح يحكى الحكايات للناس ، فاستدعاه السلطان أبو عنان المرينى إليه و قربه منه ثم طلب منه أن يملى قصة رحلاته على وزيره الشاعر محمد بن جزى الكلبى فأملاها عليه و صاغها ابن جزى بأسلوبه فى كتاب بعنوان : تحفة النظار فى عجائب الأمصار ، وهو الكتاب الذى اشتهر بعنوان : رحلة ابن بطوطة و الذى يعتقد كثيرون أن ابن بطوطة من ألفه .